خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

«أمهات المهارات»!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أحمد يعقوب المجدوبة

امتلاك الطلبة عموماً، وخريجي الجامعات تحديداً، المهارات المطلوبة في سوق العمل والحياة هو حديث الساعة.

الكلام هنا عن أنّ المعارف مهمة لكن المهارات أهم.

فإتقان الطلبة المهارات الأساسية يساعدهم في الحصول على وظيفة ملائمة بعد التخرج وعلى النجاح في الحياة.

لقد أصبح واضحاً أن عالم اليوم أعقد وأصعب من عالم الأمس. مُتغيران اثنان، من بين عدة متغيرات، يفسران التعقيد والصعوبة: قلة فرص العمل من جانب، واختلاف متطلباتها وشروطها من جانب آخر.

ولأجل ذلك، وبسبب صعوبة شروط التوظيف المتمحورة حول امتلاك المهارة أكثر من الشهادة والتخصص، أخذت العديد من المؤسسات التربوية بالتنبه لأهمية إجادة الطلبة للعديد من المهارات الأساسية المطلوبة للوظائف وللحياة.

والمهارات عديدة. منها مهارات التواصل والتفكير الناقد والتحليل والتصميم والريادة والإبداع والابتكار. وهنالك بالطبع حلّ المشكلات ومهارات التخطيط والمهارات الحاسوبية واللغوية والبحثية، ومهارات إدارة المعلومة وعمل الفريق والمهارات الثقافية وغيرها.

وحقيقةً فإن هذه المهارات مهمة لكل من يسعى للحصول على وظيفة وكل من يحصل عليها وكل من يريد أن ينجح ويتميز فيها. وعلى نحو عام، من ينجح في عمله ينجح في حياته.

ومن هنا نجد اهتمام المؤسسات التربوية بالمهارات التي يتوجب على الطلبة امتلاكها.

بَيْدَ أن هنالك مجموعة مهارات نخمّن أنها شبه منسية تُعدّ بأهمية المهارات المذكورة للتو، إن لم تكن أكثر أهمية؛ ونقصد بذلك مهارات الشخصية.

نجزم أن الإنسان الناجح والمتميز في عملة هو من يمتلك شخصية إيجابية وعزيمة قوية. وإيجابية الشخصية وقوة شكيمتها تقومان على سمات أو خصائص، أصبحت تسمى مهارات، تقف وراء نجاح الفرد وتميزه.

والمهارات الشخصية كثيرة، نذكر منها توجّهات الفرد البنّاءة وتفكيره المنظم وقدرته على التعلم بمفرده وضمن مجموعة والتزامه وصدقه وأمانته وإيمانه بالثوابت واحترامه للوقت وحرصه على أداء المهام بإتقان وتقديره لدوره واحترامه للآخرين وانفتاحه على ما هو جديد، وجديّته واجتهاده، وامتثاله للتعليمات والقوانين، ورغبته في تطوير ذاته. وهنالك الذكاء العاطفي، وغير ذلك كثير.

ولأن هذه المهارات هي أقرب إلى سمات وخصائص شخصية، فإن بعضهم ينساها أحيانا أو يستصعب التعامل معها فتُهمَل. وهنا تكمن المشكلة الكبرى، لأن لهذه المهارات الدور الحاسم في نجاح الفرد أو فشله، وفي نجاح المجتمع أو إخفاقه.

ومن هنا نحب أن نسميها «المهارات الأم»، أو «أمهات المهارات».

وأكبر دليل على أهميتها أنّ إنساناً ما قد يكون ممتلكاً لأرفع مهارات التواصل ومتقناً لمهارات التحليل والنقد وبارعاً في التصميم وخبيراً في المهارات الحاسوبية، لكنه غير ملتزم وغير منظّم وغير مكترث وغير مجتهد، فيُهمِل ويُقصِّر فيُخفِق.

سائق المركبة البارع في مهارات القيادة يكون فاشلاً وخطراً إذا لم يلتزم بقواعد السير؛ والنجار الفنان في عمله يعزف عنه الناس إذا لم يحترم المواعيد. وينطبق الأمر على المهندس والطبيب والمعلم والإعلامي وغيرهم.

بقي أن نقول إن المهارات العامة تُغرس وتُعزز عن طريق التعليم والتدريب؛ أما المهارات الشخصية فتُغرس وتُعزز عن طريق التنشئة والتربية.

من هنا تكمن صعوبتها؛ ومن هنا تكون أهميتها، لأن التربية أسمى من التعليم والتدريب على أهميتهما.

لنعتنِ إذاً بالمهارات الشخصية، المهارات الأساس، ونُعلي من شأنها.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF